كثيرة ، وحمل ابن قميّة (١) على رسول الله وقال : أروني محمّدا لا نجوت إن نجى ، فضربه على حبل عاتقه ونادى : قتلت محمّدا ، واللات والعزّى». (٢)
وفي روايات أصحابنا وغيرهم : أنّ رسول الله اصيب يومئذ بالشجّة في جبهته ، وكسرت رباعيّته ، واشتكت ثنيّته ، رماه مغيرة بن العاص. (٣)
وفي رواية القمّي وغيره (٤) : «وتراجعت الناس فصارت قريش على الجبل ، فقال أبو سفيان ـ وهو على الجبل ـ : اعل هبل. فقال رسول الله لأمير المؤمنين : قل له : الله أعلى وأجلّ. فقال : يا عليّ! إنّه أنعم علينا. فقال عليّ : بل الله أنعم علينا».
أقول : والروايات في هذه الغزوة فوق حدّ الإحصاء ، والتواريخ مشحونة بأخبارها ، (٥) وإنّما أوردنا هذا الانموذج لابتناء فهم الآيات النازلة على ذلك ، فهي بين ما يؤنّب المنافقين ويغلظ عليهم ، وما يوبّخ المكتشفين المنجلين عن رسول الله ، وبين ما يشكر الشاكرين ، وهم الثابتون ، وبين ثناء للمستشهدين فيها ، وما بمنزلة التسلية للمؤمنين.
قوله سبحانه : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا)
الفشل : الضعف والجبن.
__________________
(١). في البرهان في تفسير القرآن : «ابن قميئة».
(٢). تفسير القمي ١ : ١١٥ ـ ١١٦.
(٣). راجع : مستدرك الوسائل ٢ : ٦١١ ؛ المناقب ١ : ٤٨٦ ؛ التعجب : ٤٠ ؛ بصائر الدرجات : ٢٢٨ ؛ مجمع البيان ٢ : ٣٧٦ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١١٤ ؛ انوار التنزيل ١ : ١٨١.
(٤). تفسير القمي ١ : ١١٧ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ٢٠١ ، الحديث : ١٥٥ ؛ الخصال : ١٠٥ ، ٣٩٧ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٤٨٧ ؛ مجمع البيان ٢ : ٣٧٦.
(٥). راجع : المناقب ١ : ١٨٦ ، فصل في غزواته ؛ بحار الأنوار ٢٠ : ١٤. الباب ١٢ ، غزوة أحد وغزوة حمراء الأسد ؛ إعلام الورى : ٧٢ ؛ شرح نهج البلاغه ١٥ : ١ ؛ قصص الانبياء ، للراوندي : ٣٣٩ ، فصل في مغازيه (١٠) ؛ كشف الغمة ١ : ١٨٧ ؛ المغازي ، للواقدي ١ : ١٩٩ ـ ٣٣٤.