ولم يبق مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلّا أبودجانة سماك بن خرشة وعليّ ، فكلّما حملت طائفة على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ استقبلهم عليّ فدفعهم عنه حتّى انقطع سيفه ، فدفع إليه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ سيفه ذا الفقار ، وانحاز رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلى ناحية احد ، فوقف وكان القتال من وجه واحد ، فلم يزل عليّ ـ عليهالسلام ـ يقاتلهم حتّى أصابه في وجهه ورأسه ويديه وبطنه ورجليه سبعون جراحة. [كذا أورده عليّ بن إبراهيم في تفسيره] قال : فقال جبرئيل : إنّ هذه لهي المواساة يا محمّد! فقال له : إنّه منّي وأنا منه [وقال جبرائيل : وأنا منكما].
قال الصادق ـ عليهالسلام ـ : «نظر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلى جبرئيل بين السماء والأرض على كرسيّ من ذهب وهو يقول : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ». (١)
وفي رواية القمّي : «وبقيت مع رسول الله نسيبة بنت كعب المازنيّة ، وكانت تخرج مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ في غزواته تداوي الجرحى ، وكان ابنها معها فأراد أن ينهزم ويتراجع فحملت عليه فقالت : يا بنيّ! إلى أين تفرّ عن الله وعن رسوله!؟ فردّته فحمل عليه رجل فقتله ، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل ، فضربته على فخذه فقتلته ، فقال رسول الله : بارك الله فيك (٢) يا نسيبة! وكانت تقي رسول الله بصدرها وثدييها [ويديها] حتّى أصابتها جراحات
__________________
(١). مجمع البيان ٢ : ٣٧٦ ـ ٣٧٩ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١٠٧ ـ ١١٠ ؛ وتفسير القمي ١ : ١١١ ـ ١١٦ ، مع تقديم وتأخير وزيادة ونقصان ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٤٨٩ ؛ مناقب ابن المغازلي : ١٩٧ ؛ ذخائر العقبى : ٧٤ ؛ الرياض النضرة ٣ : ١٥٥ ؛ ينابيع المودة : ٢٠٩.
(٢). في المصدر : «عليك»