النبّاش ، وكان ينبش القبور ، فنبش قبر واحدة من بنات الأنصار فأخرجها ونزع أكفانها ، وكانت بيضاء جميلة ، فسوّل له الشيطان حتّى زنى بها ثمّ ندم ، فجاء إلى النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فردّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ثمّ اعتزل الناس وتعبّد في بعض جبال المدينة حتّى قبل الله توبته ونزلت الآيات. (١)
أقول : وهو مفصّل قد لخّصناه.
قوله سبحانه : (فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)
الفاحشة من الذنب : ما فيه فحش وقبح كالزنا ، فالظلم المذكور غيره ، والجميع ذنب ، لقوله : (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ).
قوله سبحانه : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا)
في تفسير العيّاشي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «الإصرار : أن يذنب المذنب (٢) فلا يستغفر الله ولا يحدّث نفسه بتوبة ، فذلك الإصرار». (٣)
وروي عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ : «ما أصرّ من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرّة». (٤)
__________________
(١). الأمالي للصدوق : ٤٢ ـ ٤٦ ، المجلس الحادي عشر ، الحديث : ٣ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٤٩٧ ـ ٥٠٠ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١١٩ ـ ١٢٢.
(٢). في المصدر : «العبد»
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ١٩٨ ، الحديث : ١٤٤.
(٤). جامع الأخبار : ٥٧ ؛ مستدرك الوسائل ١٢ : ١٢٢ ، الحديث : ١٣٦٨٥ نقلا عن تفسير أبي الفتوح ١٢ : ١٣٨ ، الحديث : ١٣٧١٧ ؛ نقلا عن لبّ اللباب للقطب الراوندي ؛ بحار الأنوار ٩٠ : ٢٨٢ ؛ الكشف والبيان ٣ : ١٦٩.