أقول : وهذا المعنى مستفاد من المقابلة في الآية ، وقد مرّ ما يقرب عنهما في سورة البقرة عند قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). (١)
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الإستغفار». (٢)
وفي تفسير العيّاشي ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في حديث قال : «وفي كتاب الله نجاة من الردى ، وبصيرة من العمى ، [ودليل إلى الهدى] وشفاء لما في الصدور فيما أمركم الله به من الإستغفار والتوبة ، قال الله : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ، وقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) ، (٣) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار واشترط معه التوبة والإقلاع عمّا حرّم الله ، فإنّه يقول : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) ، (٤) وبهذه الآية يستدلّ [على] (٥) أنّ الإستغفار لا يرفعه إلى الله إلّا العمل الصالح والتوبة. (٦)
أقول : وقد استفاد عدم العود والإقلاع بعد التوبة من نفي الإصرار وأنّ قبول التوبة يحتاج إلى صالح العمل بعدها.
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢٢٢.
(٢). الكافي ٢ : ٢٨٨ ، الحديث : ١.
(٣). النساء (٤) : ١١٠.
(٤). فاطر (٣٥) : ١٠.
(٥). في المصدر : «وهذه الآية تدل على»
(٦). تفسير العيّاشي ١ : ١٩٨ ، الحديث : ١٤٣.