ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨)]
قوله سبحانه : (وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا)
هذا هو العلم الفعلي الذي هو عين الفعل ، وقد مرّ. وأمّا العلم السابق على الإيجاد فليس مناطا لثواب أو عقاب ، وما قيل : إنّ المراد بالعلم الرؤية ، فكلام خال عن التحصيل.
قوله سبحانه : (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ)
ظاهره كون «من» تبعيضيّة ، ويحتمل كونها نشويّة ، والشهداء هي الأيّام.
قوله سبحانه : (وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
وجه تذييل الآية به دون العلم والعزّة والحكمة ونحو ذلك ، لتأكيد الغايات المذكورة في قوله : (وَلِيَعْلَمَ) ، وأنّ جعل اليوم للكافرين على المؤمنين ليس لحبّ منه لهم ، بل لما ذكر من الغايات.
قوله سبحانه : (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ)
التمحيص : الإمتحان والإبتلاء من قولك : محّصت الذهب بالنار ، إذا خلّصتها من ما يشوبه ، ومحق الشيء : فناؤه شيئا فشيئا ، ففيه مقابلة حسنة وإشارة إلى أنّ الإمتحانات الإلهيّة تسوق المؤمن إلى الخلوص والصفاء ، والكافر إلى البوار والهلاك ، قال الله تعالى : (إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ). (١)
__________________
(١). الزمر (٣٩) : ١٥.