قوله سبحانه : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ)
في تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية قال : «إنّ الله هو أعلم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه وهم ذرّ ، وعلم من يجاهد ممّن لا يجاهد ، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم ، ولم يرهم موتهم وهم أحياء». (١)
أقول : إشارة إلى ما مرّ ، وأنّه فرق بين العلم قبل الإيجاد والعلم الفعلي الذي هو الفعل ، وأنّ المراد ليس هو العلم قبل الإيجاد.
قوله سبحانه : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ)
في تفسير القمّي ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية : «إنّ المؤمنين لمّا أخبرهم الله تعالى بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر في منازلهم في الجنّة ، رغبوا في ذلك فقالوا : اللهمّ أرنا قتالا (٢) نستشهد فيه ، فأراهم الله يوم احد إيّاه ، فلم يثبتوا إلّا من شاء الله منهم ، فذلك قوله : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ). (٣)
قوله سبحانه : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)
إنكار لما وقع منهم من الإنهزام ولم يثبت له صلىاللهعليهوآله إلّا الرسالة ليتحقّقوا أن ليس له في أمر الله إلّا الوساطة المحضة ، وقد قيّد ذلك بقوله : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) فهو رسول يجري عليه ما جرى على سائر رسل الله من الموت والقتل وغير ذلك ، فلا يحقّ لمؤمن وهو يعلم هذا أن لا يدافع عن دين الله
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ١٩٩ ، الحديث : ١٤٧ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٥٠٤.
(٢). في المصدر : «القتال»
(٣). تفسير القمي ١ : ١١٩ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٥٠٦.