استخلصها لنفسه؟ ألم ينسبوه يوم بدر أنّه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتّى أظهره الله على القطيفة وبرّأ نبيّه من الخيانة وأنزل في كتابه : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ). (١)
أقول : ولحن الآية يشعر بوقوع ظنّ من المسلمين بذلك ، فلسانها لسان التبرئة ، والغلّ : أخذ شيء من المغنم خفية.
قوله سبحانه : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَ)
في تفسير القمّي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «من غلّ شيئا رآه يوم القيامة في النار ، ثمّ يكلّف أن يدخل إليه فيخرجه من النار» (٢).
أقول : وهي استفادة لطيفة من قوله : (يَأْتِ).
قوله سبحانه : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ)
العنديّة ، ليست تشريفيّة بل عنديّة حكميّة ، كما يقال : عندي أنّ كذا كذا ، فيعمّ الفريقين جميعا ، وشاهد ذلك قوله : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : الذين اتّبعوا رضوان الله هم الأئمّة ، وهم والله درجات عند الله للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم إيّانا يضاعف الله لهم أعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى ، (٣) والذين باؤوا بسخط من الله هم الذين جحدوا حقّ عليّ وحقّ الأئمّة منّا أهل البيت ، فباؤوا لذلك بسخط من الله». (٤)
__________________
(١). الأمالي للصدوق : ١٠٢ ، المجلس الثاني والعشرون ، الحديث : ٣ ؛ سنن أبي داود ٤ : ٣١ ، الحديث : ٣٩٧١ ؛ سنن الترمذي ٥ : ٢٣٠ ، الحديث : ٣٠٠٩ ؛ تفسير الطبري ٤ : ١٠٢.
(٢). تفسير القمي ١ : ١٢٢ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١٤٤.
(٣). إلى هنا روي في الكافي ١ : ٤٣٠ ، الحديث : ٤٨ ؛ ومناقب آل أبي طالب ٤ : ١٧٩.
(٤). تفسير العيّاشي ١ : ٢٠٥ ، الحديث : ١٤٩ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١٤٥ ، باختلاف يسير في العبارة.