مائة وأربعين رجلا قتلوا سبعين رجلا وأسروا سبعين ، فلمّا كان يوم احد اصيب من المسلمين سبعون رجلا فاغتمّوا بذلك فنزلت». (١)
قوله سبحانه : (قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
عن تفسير القمّي : وكان الحكم في الاسارى يوم بدر ، القتل ، فقامت الأنصار فقالوا : يا رسول الله! هبهم لنا ولا تقتلهم حتّى نفاديهم ، فنزل جبرئيل فقال : إنّ الله قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من هؤلاء القوم ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بعدد من يأخذون منهم الفداء ، فأخبرهم رسول الله بهذا الشرط فقالوا : قد رضينا به ، نأخذ العام الفداء من هؤلاء القوم ونتقوّى به ويقتل منّا في عام قليل بعدد من نأخذ منه الفداء وندخل الجنّة ، فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم ، فلما كان يوم احد قتل من أصحاب رسول الله سبعون ، فقالوا : يا رسول الله! ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله : (لَمَّا أَصابَتْكُمْ) ، و (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) ، أي بما اشترطتم يوم بدر. (٢)
أقول : وروي هذا المعنى في المجمع (٣) عن عليّ ـ عليهالسلام ـ.
قوله سبحانه : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً)
في المجمع ، عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «نزلت في شهداء بدر واحد معا». (٤)
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ٢٠٥ ، الحديث : ١٥١ ؛ تفسير الصافي ٢ : ١٤٦ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٥٢٥ ، الحديث : ٦.
(٢). تفسير الصافي ٢ : ١٤٦ ؛ عن تفسير القمي ١ : ١٢٦.
(٣). مجمع البيان ٢ : ٨٧٦.
(٤). مجمع البيان ٢ : ٨٨١.