الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)]
قوله سبحانه : (قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ)
في الأمالي وتفسير العيّاشي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائما أو جالسا أو مضطجعا ، فإنّ الله يقول : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ)». (١)
أقول : بناء البيان على اتّحاد الصلاة والذكر في قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) (٢) ولو اخذت من مصاديقه على ما يفيده قوله : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) ، (٣) تمّ البيان أيضا بوجه آخر ؛ فإنّه سبحانه جعلها ذكرا ، وهو ظاهر ، وقد مرّ الكلام في الذكر ، ومرّت عدّة من أخباره في سورة البقرة عند قوله : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ). (٤)
قوله سبحانه : (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
هو من الدليل على أنّ الفكر غير الذكر في لسان القرآن ، وليس الممدوح كلّ فكر
__________________
(١). الأمالي للمفيد : ٣١٠ ، المجلس السابع والثلاثون ، الحديث : ١ ؛ الأمالي للطوسي : ٧٩ ، المجلس الثالث ، الحديث : ٢٥ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ٢١١ ، الحديث : ١٧٢.
(٢). العنكبوت (٢٩) : ٤٥.
(٣). النور (٢٤) : ٣٧.
(٤). البقرة (٢) : ١٥٢.