غالبا إنّما يتأتّى بعد انقطاع الدّم ، فافهم.
قوله سبحانه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
في الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، قال : «كان الناس يستنجون بالكرسف والأحجار ، ثمّ احدث الوضوء ، وهو خلق كريم ، فأمر به رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وصنعه ، فأنزل الله في كتابه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)». (١)
أقول : والأخبار في هذا المعنى كثيرة ، وفي بعضها : «أنّ أوّل من استنجى بالماء براء بن عازب ، فنزلت الآية وجرت به السنّة». (٢)
وفي الكافي عن سلام بن المستنير ، قال : «كنت عند أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ، فدخل عليه حمران بن أعين وسأله عن أشياء ، فلمّا همّ حمران بالقيام قال لأبي جعفر ـ عليهالسلام ـ : اخبرك أطال الله بقاءك (٣) وأمتعنا بك ، إنّا نأتيك فما نخرج من عندك حتّى ترقّ قلوبنا ، وتسلو أنفسنا عن الدنيا ، وهوّن (٤) علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثمّ نخرج من عندك ، فإذا صرنا مع الناس والتجّار أحببنا الدنيا ، قال : فقال أبو جعفر ـ عليهالسلام ـ : إنّما هي القلوب ، مرّة تصعب ومرّة تسهل.
ثمّ قال أبو جعفر ـ عليهالسلام ـ : أما إنّ أصحاب محمّد قالوا : يا رسول الله!
__________________
(١). الكافي ٣ : ١٨ ، الحديث : ١٣ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٠٩ ، الحديث : ٣٢٦.
(٢). وسائل الشيعة ١ : ٣٥٤ ، الحديث : ٩٤٢.
(٣). في المصدر : + «لنا»
(٤). في المصدر : «يهون»