بقوله : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) (١) نظير الحال فيها ، وأنّ المراد بقوله : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) طلب الولد بإتيان الحرث ، كما قيل.
ويستفاد ذلك ممّا روي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في قوله : (مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) «أي فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله ...» (٢) الحديث.
والتسمية بالحرث أيضا لمثل هذا الغرض ، على ما في هذه العبارات من الأدب البارع.
وفي الكافي : سئل الصادق ـ عليهالسلام ـ : «ما لصاحب المرأة الحائض منها؟ فقال : كلّ شيء ما عدا القبل بعينه». (٣)
وفيه عنه ـ عليهالسلام ـ : «في المرأة ينقطع عنها دم الحيض في آخر أيّامها ، قال : إذا أصاب زوجها شبق ، فليأمر (٤) فلتغسل فرجها ، ثمّ يمسّها إن شاء قبل أن تغتسل». (٥)
وفي رواية : «والغسل أحبّ إليّ». (٦)
أقول : والروايات في هذه المعاني كثيرة جدّا ، وهي تؤيّد قراءة (يَطْهُرْنَ) بالتخفيف ، وهو انقطاع الدم. فالمراد ب (تَطَهَّرْنَ) إن كان هو الاغتسال أفاد استحباب الاغتسال عقيب الانقطاع ، وهو قوله في الرواية : «والغسل أحبّ إليّ» ، وإن كان هو الغسل بفتح الغين أفاد الانقطاع ؛ حيث إنّ غسل المحلّ عادة
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢٢٣.
(٢). تهذيب الأحكام ٧ : ٤١٤ ، الحديث : ٢٩.
(٣). الكافي ٥ : ٥٣٨ ، الحديث : ١.
(٤). في المصدر : «فليأمرها».
(٥). الكافي ٥ : ٥٣٩ ، الحديث : ١.
(٦). الكافي ٣ : ٥١ ، الحديث : ١٠.