وقوله : (بالمعروف) وقوله : (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها)
للإشارة إلى ملاك الحكم ، وهو ظاهر.
كما أنّ قوله : (الْمَوْلُودِ لَهُ) ـ من غير أن يعبّر ب «الوالد» ـ للإشارة إلى ذلك أيضا.
فإنّ الولادة إذا كانت للأب فالوظائف المتعلّقة بها متعلّقة به دون الامّ ، ومنها كسوة المرضع ونفقتها.
وقد قيل : إنّ التعبير بالمولود له دون الوالد ؛ للإشارة إلى أنّ الولد ولد الأب للنسب دون الامّ ، وأنشد قول المأمون :
وإنّما امّهات الناس أوعية |
|
مستودعات وللأحساب آباء |
وهذا القائل كأنّه ذهل عن صدر الآية وذيلها ، إذ يقول : (أَوْلادَهُنَ) ، ويقول : (بِوَلَدِها) والإضافة لاميّة ، ولم يبيّن في استدلاله أزيد ممّا يفيده اللام في قوله : (الْمَوْلُودِ لَهُ) ونسي أيضا آية التحريم ، وآية المباهلة وغيرهما. وأمّا كلام المأمون فأخفض سطحا من أن يؤيّد أو ينظّر بأمثاله كلام الله سبحانه.
*