وفي تفسير العيّاشي عن سليمان بن خالد ، عن الباقر ـ عليهالسلام ـ ، قال : سألته عن المستضعفين؟ فقال : «البلهاء في خدرها ، والخادم تقول لها : صلّي ، فتصلّي ، لا تدري إلّا ما قلت لها ، والجليب الذي لا يدري إلّا ما قلت له ، والكبير الفاني والصبيّ والصغير هؤلاء المستضعفون ، فأمّا رجل شديد العنق جدل خصم يتولّى الشراء والبيع لا تستطيع أن تعينه في شيء تقول : هذا المستضعف ، لا ولا كرامة» (١).
أقول : ورواه في المعاني (٢) ، وهذا الذي لم يعدّه ـ عليهالسلام ـ في المستضعفين هو الذي يصفه في الرواية الآتية عن سليمان.
ففي المعاني عن سليمان عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «يا سليمان ، في هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبة منك ، المستضعفون قوم يصومون ويصلّون ، تعفّ بطونهم وفروجهم ولا يرون أنّ الحقّ في غيرنا آخذين بأغصان الشجرة (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) إذا كانوا آخذين بالأغصان ، وأن يعرفوا أولئك فإن عفا الله عنهم فبرحمته ، وإن عذّبهم فبضلالتهم» (٣).
أقول : قوله : «لا يرون أنّ الحقّ في غيرنا» ، يريد صورة النصب أو التقصير المؤدّي إليه ، كما يدلّ عليه روايات اخرى.
ففي المعاني عن الصادق ـ عليهالسلام ـ أنّه ذكر أنّ المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا ، ومن لم يكن من أهل القبلة ناصبا فهو مستضعف (٤).
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ٢٧٠ ، الحديث : ٢٥١.
(٢). معاني الأخبار : ٢٠٣ ، الحديث : ١٠.
(٣). معاني الأخبار : ٢٠٢ ، الحديث : ٩.
(٤). معاني الأخبار : ٢٠٠ ، الحديث : ١.