فقال (١) : هذا مقام العائذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير الذي أمرت أن تعفو عنه ، فأعرض النبيّ عن ذلك (٢) ، وللحديث ذيل في تفسير البرهان (٣).
قوله سبحانه : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ)
في جمع الظلمات وإفراد النور إيماء إلى وحدة سبل السلام بحسب الباطن على كثرتها وتعدّدها بحسب الظاهر ، وقد تقدّم تعرّض للآية في سورة الفاتحة عند قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٤) وهدم معنى الإذن في سورة البقرة عند قوله (٥) :
قوله سبحانه : (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ)
في مقام الجواب عمّا ادّعوه أنّ الله هو المسيح ، واستدلوا عليه بأنّه مولود من غير أب ، كما يشعر به وصفه بابن مريم ، فيبطل دعواهم أنّ الإله يمتنع إهلاكه لمنافاته مقام وصف الالوهيّة ، فيوجب ذلك تقييد القدرة المطلقة من الله سبحانه ، أي سلب هذه القدرة ، وهو المراد بملك إهلاكه ـ عليهالسلام ـ من الله وهو باطل لعموم القدرة ، ويبطل دليلهم أنّ الولادة من غير أب لا يستلزم دعواهم بأي معنى فسّروها بإطلاق الملك ، ويوجب ذلك جواز كلّ تصرّف ، والقدرة مطلقة ، فعموم القدرة يوجب إطلاق الملك ، وهو يوجب إطلاق التصرّف ايجادا وإعداما ، وبالإيجاد يبطل الدليل ، وبالإعدام يبطل المدلول.
__________________
(١). في المصدر : «ثم قال»
(٢). مجمع البيان ٣ : ٣٣٣ ـ ٣٣٥.
(٣). لم أعثر عليه في البرهان في تفسير القرآن ؛ راجع : تفسير نور الثقلين ١ : ٦٣٠.
(٤). الفاتحة (١) : ٦.
(٥). لم يذكر العلّامة ـ رحمهالله ـ الآية في سورة البقرة ومحل الآية في المخطوط بياض.