الفاعل ، ويكون حينئذ غلبة (مَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) لاتّصاله بحزب الله ، لكن الظاهر من قوله : (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) في سورة المجادلة (١) هو المعنى الأوّل ، والمآل واحد.
وفي المجالس عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) ، قال : «إنّ رهطا من اليهود أسلموا ، منهم : عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا ، فأتوا النبيّ ، فقالوا : يا نبيّ الله! إنّ موسى ـ عليهالسلام ـ أوصى إلى يوشع بن نون ، فمن وصييّك يا رسول الله ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) ، قال رسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ : قوموا ، فقاموا فأتوا المسجد ، فإذا سائل خارج ، فقال : يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم ، هذا الخاتم ، قال : من أعطاكه؟ قال : أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي ، قال : على أيّ حال أعطاك؟ قال : كان راكعا ، فكبّر النبي [ـ صلىاللهعليهوآله ـ] وكبّر أهل المسجد.
فقال النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ : علي بن أبي طالب وليّكم بعدي ، قالوا : رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد ـ صلىاللهعليهوآله ـ نبيّا وبعلي ابن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ وليّا ، فأنزل الله : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)» (٢).
أقول : وقد اشتملت كثير من روايات الباب من طرق الخاصّة والعامّة على نزول الآية الثانية عقيب الآية الأولى.
__________________
(١). المجادلة (٥٨) : ٢٢.
(٢). الأمالي للصدوق : ١٢٤ ، الحديث ٤ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٣ : ٤٢١ ؛ تفسير الصافي ٢ : ٤٣٦.