الرَّسُولُ) ، فذكر الرسالة قطعا للعذر وختم بقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) ، فأومى إلى أنّ سوء القصد برسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ واقع ، لكنّه غير مؤثر ، وأنّ الحكم غير مقبول البتّة من جميع الناس وأن التمهيد والتدبير من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بترصّد موقع مناسب لتبليغه غير مؤثّر ، فافهم. وهذه الجملة بعينها يؤيّد ما ذكرناه من معنى قوله : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، إذ لو كان العصمة في نفس رسول الله فحسب لم يتمّ عموم التعليل بقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) ، إذ قد هدى سبحانه كثيرا من الكافرين على أنبيائه ورسله فقتلوهم واحدا بعد واحد كيفما شاءوا وكما هووا وسيجيء نظير الكلام إن شاء الله في قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) من سورة الشورى (١) ، وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) ، من سورة الأحقاف (٢).
*
__________________
(١). الشورى (٤٢) : ٢٣.
(٢). الأحقاف (٤٦) : ٨.