١
المكى والمدنى
المنزل من القرآن على أربعة أقسام : مكى ، ومدنى ، وما بعضه مكى وبعضه مدنى ، وما ليس بمكى ولا مدنى. وللناس فى المكى والمدنى اصطلاحات ثلاثة.
أشهرها أن المكى ما نزل قبل الهجرة.
والمدنى ما نزل بعدها ، نزل بمكة أم المدينة عام الفتح ، أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار.
وقيل : ما نزل بمكة وما نزل فى طريق المدينة قبل أن يبلغ النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة فهو من المكى ، وما نزل على النبى صلىاللهعليهوسلم فى أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدنى.
الثانى : أن المكى ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة ، والمدنى ما نزل بالمدينة ، وعلى هذا تثبت الواسطة ، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكى ولا مدنى.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنزل القرآن فى ثلاثة أمكنة : مكة ، والمدينة ، والشام ، يعنى بيت المقدس ويدخل فى مكة ضواحيها كالمنزل بمنى وعرفات والحديبية ، وفى المدينة ضواحيها كالمنزل ببدر وأحد وسلع.
الثالث : أن المكى ما وقع خطابا لأهل مكة ، والمدنى ما وقع خطابا لأهل المدينة ، ولم يرد عن النبى صلىاللهعليهوسلم فى ذلك قول ، لأنه لم يؤمر به ، وعن ابن عباس قال : سألت أبىّ بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة ، فقال : بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة.
وقال ابن عباس : سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة ، فهى مكية ، إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ) إلى تمام الآيات الثلاث ، وما تقدم من السور مدنيات. ونزلت بمكة سورة الأعراف ، ويونس ، وهود ، ويوسف ، والرعد ، وإبراهيم ، والحجر ، والنحل ، سوى ثلاث آيات من آخرها ، فإنهن نزل بين مكة