إلّا أنّ ما هو أكثر أهمية هذا اليوم هو عمارة المسجد المعنوية ، فالمسجد ينبغي أن يكون مركزاً للشباب المؤمن ، لا محلاً للعجزة والكسالى والمقعدين ، فالمسجد مجال للنشاط الاجتماعي الفعال ، لا مجال العاطلين والبطّالين والمرضى.
(أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٢٢)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني عن ابن بريدة ، قال : بينا شيبة والعباس يتفاخران ، إذا مرّ بهما علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : «بماذا تتفاخران؟»
فقال العباس : لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد : سقاية الحاج.
وقال شيبة : أوتيت عمارة المسجد الحرام.
فقال علي عليهالسلام : «استحييت لكما ، فقد اوتيت على صغري ما لم تؤتيا!»
فقالا : وما اوتيت يا على؟
قال : «ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله!»
فقام العباس مغضباً يجرّ ذيله حتى دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : أما ترى إلى ما يستقبلني به علي؟
فقال : «أدعو لي عليّاً». فدعى له فقال : «ما حملك على ما استقبلت به عمّك؟» فقال : «يا رسول الله! صدمته بالحق ، فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض!»
فنزل جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرأ عليك السلام ويقول : اتل عليهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجّ) الآيات. فقال العباس : إنّا قد رضينا ؛ ثلاث مرات.
التّفسير
مقياس الفخر والفضل : مع أنّ للآيات ـ محل البحث ـ شأناً في نزولها ، إلّاأنّها في الوقت