والأحاديث والروايات الإسلامية ، تؤكّدان معاً على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين.
ج) رفع القرآن الكريم منزلة شكر الوالدين إلى منزلة شكر الله تعالى.
د) القرآن الكريم لا يسمح بأدنى إهانة للوالدين ، ولا يجيز ذلك.
ه) بالرغم من أنّ الجهاد يعتبر من أهم التعاليم الإسلامية ، إلّاأنّ رعاية الوالدين تعتبر أهم منه ، بل لا يجوز إذا أدّى الأمر إلى أذية الوالدين.
و) في الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إيّاكم وعقوق الوالدين فإنّ ريح الجنة توجد من ميسرة ألف عام ولا يجدها عاقّ.
وفي الكافي عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام قال : «سأل رجل رسول الله صلىاللهعليهوآله ما حق الوالد على ولده؟ قال : لا يسمّيه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسبّ له. (أي : لا يفعل شيئاً يؤدّي إلى أن يسبّ الناس والديه).
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (٢٥) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (٢٨) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (٢٩) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (٣٠)
رعاية الإعتدال في الإنفاق والهبات : مع هذه الآيات يبدأ الحديث عن فصل آخر من سلسلة الأحكام الإسلامية الأساسية ، التي لها علاقة بحقوق القربى والفقراء والمساكين ، والإنفاق بشكل عام ينبغي أن يكون بعيداً عن كل نوع من أنواع الإسراف والتبذير ، حيث تقول الآية : (وَءَاتِ ذَاالْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذّرْ تَبْذِيرًا).
إنّ كلمة (ذِى الْقُرْبَى) لها مفهوم عام وتشمل كل الأرحام والمقربين ، الّا أنّ أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله هم من أوضح مصاديق القربى له والرسول في طليعة المخاطبين بالآية الكريمة.
إنّ «التبذير» هو هدر المال في غير موقعه ولو كان قليلاً ، بينما إذا صُرف في محلّه فلا يعتبر تبذيراً ولو كان كثيراً.