إنّ مجلس الغناء ـ عادةً ـ يُعدّ مركزاً لأنواع المفاسد ، والدافع على هذه المفاسد هو الغناء.
وينقل في تفسير روح المعاني حديثاً عن أحد زعماء بني امية أنّه قال لهم : إيّاكم والغناء فإنّه ينقص الحياء ، ويزيد في الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإنّه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر. وهذا يبيّن أنّه حتى اولئك كانوا مطّلعين على مفاسده أيضاً.
ثانياً : الغفلة عن ذكر الله :
إنّ التعبير باللهو الذي فسّر بالغناء في بعض الروايات الإسلامية إشارة إلى حقيقة أنّ الغناء يجعل الإنسان عبداً ثملاً من الشهوات حتى يغفل عن ذكر الله.
في الأمالي للطوسي رحمهالله عن علي عليهالسلام قال : «كلّما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر».
ثالثاً : الإضرار بالأعصاب :
إنّ الغناء والموسيقى أحد العوامل المهمة في تخدير الأعصاب ، ولهذا فإنّ كثيراً من مفاسد المخدّرات موجودة في الغناء ، سواء كان تخديره خفيفاً أم قوياً.
ويستفاد من الإحصاءات المعدّة للوفيّات في عصرنا الحالي بأنّ معدّل موت الفجأة قد ازداد بالمقارنة مع السابق ، وقد ذكروا أسباباً مختلفة كان من جملتها الغناء والموسيقى.
رابعاً : الغناء أحد وسائل الإستعمار :
إنّ مستعمري العالم يخافون دائماً من وعي الشعوب ، وخاصة الشباب ، ولذلك فإنّ جانباً من برامجهم الواسعة لاستمرار وإدامة الاستعمار هو إغراق المجتمعات بالغفلة والجهل والضلال ، وتوسعة وسائل اللهو المفسدة.
إنّ المخدّرات لا تتّصف اليوم بصفة تجارية فقط ، بل هي أحد الوسائل السياسية المهمة ، فإنّ السياسات الاستعمارية تسعى إلى إيجاد مراكز الفحشاء ونوادي القمار ووسائل اللهو الفاسدة الاخرى ، ومن جملتها توسعة ونشر الغناء والموسيقى ، وهي من أهم الوسائل التي يصرّ عليها المستعمرون لتخدير أفكار الناس ، ولهذا فإنّ الموسيقى تشكّل القسم الأكبر من وقت إذاعات العالم ووسائل الإعلام الأساسية.
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَا ذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (١١)