فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا).
لقد نسي هؤلاء أنّ حياة البشر حياة جماعية ، ولا يمكن أن تدار هذه الحياة إلّاعن طريق التعاون والخدمة المتبادلة.
بناءً على هذا فينبغي أن لا يخدعهم هذا التفاوت ، ويظنّوا أنّه معيار القيم الإنسانية ، إذ : (وَرَحْمَتُ رَبّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) ؛ بل إن كل المقامات والثروات لا تعدل جناح بعوضة في مقابل رحمة الله والقرب منه.
(وَلَوْ لَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) (٣٥)
قصور فخمة سُقُفها من فضة! (قيم كاذبة) : تستمر هذه الآيات في البحث حول «نظام القيم في الإسلام» وعدم اعتبار كون المال والثروة والمناصب المادية هي المعيار في التقييم ، فتقول الآية الاولى : (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مّن فِضَّةٍ).
ولجعلنا لهم بيوتاً لها عدّة طوابق ولها سلالم جميلة (وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ).
ثم تضيف الآية الاخرى : (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكُونَ).
ولم تكتف الآية بهذا ، بل استطردت أنّه إضافة إلى كل ذلك فقد جعلنا لهم مباهج وانواع الزينة (وَزُخْرُفًا).
ثم تضيف الآية : (وَإِن كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلْمُتَّقِينَ).
«الزخرف» : في الأصل بمعنى كل زينة مقترنة بالرسم والتصوير ، ولما كان الذهب أحد أهم وسائل الزينة ، فقد قيل له : زخرف ؛ وإنّما قيل للكلام الأجوف الذي لا فائدة فيه : كلام مزخرف ، لأنّهم يحيطونه ويلبسونه المزوقات ليصبح مقبولاً.
إنّ هذه الاسس المادية ووسائل الزينة الدنيوية ، حقيرة لا قيمة لها عند الله تعالى فلا ينبغي أن تكون إلّامن نصيب الأفراد الذين لا قيمة لهم كالكافرين ومنكري الحق ، ولو لم