ويحتمل أن يكون حالا من قوله (لَخَرَجْنا) أي لخرجنا معكم وان أهلكنا أنفسنا وألقيناها فى التهلكة بما نحملها من المسير فى تلك المشقة.
وجاء به على لفظ الغائب لأنه مخبر عنهم.
٤٣ ـ (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ) :
(لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) بيان لما كنى عنه بالعفو. والمعنى : مالك أذنت لهم فى القعود عن الغزو حين استأذنوك واعتلوا لك بعللهم.
(حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ) وهلا استأنيت بالإذن حتى يتبين لك من صدق فى عذره ممن كذب فيه.
٤٤ ـ (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) :
(لا يَسْتَأْذِنُكَ) ليس من عادة المؤمنين أن يستأذنك فى أن يجاهدوا ، وكان الخلص من المهاجرين والأنصار يقولون : لا نستأذن النبي أبدا ، ولنجاهدن أبدا معه بأموالنا وأنفسنا.
(أَنْ يُجاهِدُوا) فى أن يجاهدوا ، أو كراهة أن يجاهدوا.
(وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) شهادة لهم بالانتظام فى زمرة المتقين ، وعدة لهم بأجزل الثواب.
٤٥ ـ (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) :
(إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ) يعنى المنافقين.
(يَتَرَدَّدُونَ) أي يتحيرون.
٤٦ ـ (وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ) :
(وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ) ولو صدقت نية هؤلاء المنافقين.