[٩٠٢] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي (١) المعروف بأبي بكر بن [أبي](٢) الهيثم أخبر الحاكم أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي ثنا أبو يزيد (٣) محمد بن يحيى بن خالد ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله قال :
خطّ لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطّا ثم قال : «هذا سبيل الله ، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله ، وقال : هذه سبل على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه» ، ثم قرأ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) الآية.
قوله عزوجل : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) ، فإن قيل : لم قال : (ثُمَّ آتَيْنا) وحرف ثم للتعقيب وإيتاء موسى الكتاب كان قبل مجيء القرآن؟ قيل : معناه ثم أخبركم أنّا آتينا موسى الكتاب ، فدخل (ثُمَ) لتأخير الخبر لا لتأخير النزول. (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) ، اختلفوا فيه ، قيل : تماما على المحسنين من قومه ، فيكون (الَّذِي) بمعنى من ، أي : على من أحسن من قومه ، وكان منهم محسن ومسيء ، يدلّ عليه قراءة ابن مسعود : (على الذين أحسنوا) ، وقال أبو عبيدة : معناه على كل من أحسن ، أي : أتممنا فضيلة موسى بالكتاب على المحسنين ، يعني : أظهرنا فضله عليهم (١) ، والمحسنون هم الأنبياء والمؤمنون ، وقيل : الذي أحسن هو موسى ، و (الَّذِي) بمعنى ما ، أي : على ما أحسن موسى ، تقديره : آتيناه الكتاب يعني التوراة إتماما للنعمة عليه لإحسانه في الطاعة والعبادة وتبليغ الرسالة وأداء الأمر. وقيل : الإحسان بمعنى العلم ، وأحسن بمعنى علم ، ومعناه تماما على الذي أحسن موسى من العلم والحكمة ، أي آتيناه الكتاب زيادة على ذلك. وقيل : معناه تماما منّي على إحساني إلى موسى. (وَتَفْصِيلاً) ، بيانا (لِكُلِّ شَيْءٍ) ، يحتاج إليه من شرائع الدين ، (وَهُدىً وَرَحْمَةً) ، هذا في صفة التوراة ، (لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) ، قال ابن عباس : كي يؤمنوا بالبعث ويصدقوا بالثواب والعقاب.
(وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥) أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (١٥٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ
__________________
[٩٠٢] ـ حديث صحيح. إسناده حسن لأجل عاصم بن بهدلة ، وباقي الإسناد على شرط البخاري ومسلم.
أبو وائل هو شقيق بن سلمة.
وهو في «شرح السنة» ٩٦ بهذا الإسناد وكذا في «الأنوار» ١٢٣٠.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١١٧٤ والطيالسي ٢٤٤ وأحمد (١ / ٤٣٥) والدارمي (١ / ٩٧ ، ٦٨) وابن حبان ٦ و ٧ والحاكم (٢ / ٣١٨) والبزار ٢٤١٠ من طرق عن حماد بن زيد بهذا الإسناد ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١١٧٥ والبزار ٢٢١١ و ٢٢١٢ من طرق عن ابن مسعود به.
وله شاهد من حديث جابر أخرجه ابن ماجه ١١ وأحمد (٣ / ٣٩٧).
وإسناده غير قوي لأجل مجالد بن سعيد ، لكن يصلح شاهدا لما قبله.
الخلاصة : هو حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده.
(١) وقع في الأصل «الرائي» والتصويب من ط «وشرح السنة».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) في الأصل «أبو بكر» والتصويب من ط و «شرح السنة».
__________________
(١) في المطبوع «عليها».