قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا أحسن أحدكم إسلامه فكلّ حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكلّ سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عزوجل».
[٩١٤] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ثنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن جاء بالسيّئة فجزاء سيئة بمثلها أو أغفر ، ومن تقرّب منّي شبرا تقرّبت منه ذراعا ومن تقرّب منّي ذراعا تقرّبت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة».
قال ابن عمر : الآية في غير الصدقات من الحسنات ، فأما الصدقات تضاعف سبعمائة ضعف.
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً) ، قرأ أهل الكوفة والشام (قيما) بكسر القاف وفتح الياء خفيفة ، وقرأ الآخرون بفتح القاف وكسر الياء مشددا ومعناهما واحد وهو القويم المستقيم ، وانتصابه على معنى هداني دينا قيما ، (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي) ، قيل : أراد بالنسك الذبيحة في (١) الحجّ والعمرة ، وقال مقاتل : نسكي : حجي ، وقيل : ديني ، (وَمَحْيايَ وَمَماتِي) ، أي : حياتي ووفاتي ، (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، أي : هو يحييني ويميتني ، وقيل : محياي بالعمل الصالح ومماتي إذا مت على الإيمان لله رب العالمين ، وقيل : طاعتي في حياتي لله وجزائي بعد مماتي من الله ربّ العالمين. قرأ أهل المدينة : «محياي» بسكون الياء و «مماتي» بفتحها ، وقراءة العامة (وَمَحْيايَ) بفتح الياء لئلا يجتمع ساكنان.
قوله تعالى : (لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، قال قتادة : وأنا أوّل المسلمين من هذه الأمة.
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ
__________________
[٩١٤] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
وكيع هو ابن الجراح ، الأعمش هو سليمان بن مهران.
وهو في «صحيح مسلم» ٢٦٨٧ عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» ٤٥٠ من طريق أبي بكر بن أبي شيبة به.
وأخرجه مسلم ٢٦٨٧ وابن المبارك في «الزهد» ١٠٣٥ من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.
وأخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» ٩٥٩ من طريق ابن نمير عن الأعمش به.
ولصدره شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري ٧٥٠١ ومسلم ١٢٨ وأحمد (٢ / ٢٤٢) وابن حبان ٣٨٠ و ٣٨١ و ٣٨٢ وابن مندة في «الإيمان» ٣٧٥ وانظر الحديث المتقدم.
ولعجزه «ومن تقرب مني ....» شاهد من حديث أنس عند البخاري ٧٥٣٦ وعبد الرزاق ٢٠٥٧٥ والطيالسي ٢٠١٢ وأحمد (٣ / ١٢٢ و ١٢٧ و ٢٧٢ و ٢٨٣) وأبو يعلى ٣١٨٠.
ويشهد لعجزه أيضا حديث أبي هريرة عند البخاري ٧٤٠٥ ومسلم ٢٦٧٥ وابن حبان ٣٧٦ وأحمد (٢ / ٤٣٥ و ٥٠٩).
__________________
(١) كذا في المطبوع وط ، والمخطوط أ ، وفي المخطوط ب «و» بدل «في».