علي بن الجعد حدثنا أبو غسان عن أبي حازم قال : سمعت سهل بن سعد يقول :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ العبد يعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنّة وإنه من أهل النار ، وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنّة ، وإنما الأعمال بالخواتيم».
وقال الحسن ومجاهد : كما بدأكم وخلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئا ، كذلك تعودون أحياء يوم القيامة كما بدأنا أول خلق نعيده. قال قتادة : بدأهم من التراب [و](١) إلى التراب يعودون ، ونظيره قوله تعالى : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ) [طه : ٥٥].
قوله عزوجل : (فَرِيقاً هَدى) ، أي : هداهم الله ، (وَفَرِيقاً حَقَ) ، وجب (عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) ، أي : الإرادة السابقة ، (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) ، فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء ، [ولا نفع له بظنه](٢).
(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٢) قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣))
قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال أهل التفسير : كانت بنو عامر يطوفون بالبيت عراة ، فأنزل الله عزوجل : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، يعني : الثياب. قال مجاهد : ما يواري عورتك ولو عباءة. قال الكلبي : الزينة ما يواري العورة عند كل مسجد لطواف وصلاة. (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا).
قال الكلبي : كانت بنو عامر لا يأكلون في أيام حجهم من الطعام إلّا قوتا ولا يأكلون دسما يعظّمون بذلك حجّهم ، فقال المسلمون : نحن أحق أن نفعل ذلك يا رسول الله ، فأنزل الله عزوجل (١) : (وَكُلُوا) ، يعني : اللحم والدسم [الذي امتنعوا منه أهل الجاهلية](٣)(وَاشْرَبُوا) ، (وَلا تُسْرِفُوا) ، بتحريم ما أحلّ الله لكم من اللحم والدسم ، (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، الذين يفعلون ذلك. قال ابن
__________________
وأخرجه البخاري ٢٨٩٨ و ٤٢٠٢ و ٤٢٠٧ و ٦٤٩٣ و ٦٦٠٧ ومسلم ١١٢ وأحمد (٥ / ٣٣١ ، ٣٣٢ و ٣٣٥) وأبو عوانة (١ / ٥٠ ، ٥١) وابن حبان ٦١٧٥ والطبراني ٥٧٨٤ و ٥٧٩٨ و ٥٧٩٩ و ٥٨٠٦ و ٥٨٢٥ و ٥٨٣٠ و ٥٨٩١ و ٥٩٥٢ و ٦٠٠١ وابن أبي عاصم في «السنة» ٢١٦ والآجري في «الشريعة» ص ١٨٥ والبيهقي في «الدلائل» (٤ / ٢٥٢) من طرق عن أبي حازم به وله قصة.
وفي الباب من حديث أبي هريرة عند مسلم ٢٦٥١ وأحمد (٢ / ٤٨٤ ، ٤٨٥) وابن حبان ٦١٧٦ وابن أبي عاصم ٢١٨.
ومن حديث ابن مسعود عند البخاري ٣٢٠٨ و ٦٥٩٤ و ٧٤٥٤ ومسلم ٢٦٤٣ وأبو داود ٤٧٠٨ والترمذي ٢١٣٧ والنسائي في «التفسير» وابن ماجه ٧٦ والطيالسي ٢٩٨ وابن حبان ٦١٧٤ وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» ٢٦٨٨ وأبو يعلى ٥١٥٧.
__________________
(١) انظر «أسباب النزول» للواحدي ٤٥٣ فقد عزاه للكلبي ، وليس بشيء ، فإنه متروك متهم.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوطتين.
(٣) زيادة عن المخطوط.