وإذا فعلوا فاحشة فنهوا عنها قالوا وجدنا عليها آباءنا. وإذا قيل : ومن أين أخذ آباؤكم؟ قالوا : (وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ).
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٠))
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) ، قال ابن عباس : بلا إله إلّا الله. وقال الضحاك : التوحيد. وقال مجاهد والسدي : بالعدل. (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ، قال مجاهد والسدي : يعني توجّهوا حيث ما كنتم في الصلاة إلى الكعبة. وقال الضحاك : إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد فصلّوا فيه ولا يقولنّ أحدكم أصلي في مسجدي. وقيل : معناه اجعلوا سجودكم لله خالصا. (وَادْعُوهُ) ، واعبدوه ، (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ، الطاعة والعبادة ، (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ، قال ابن عباس : إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمنا وكافرا ؛ كما قال : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) [التغابن : ٢] ، ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمنا وكافرا. قال جابر : يبعثون على ما ماتوا عليه.
[٩١٨] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يبعث كلّ عبد على ما مات عليه ، المؤمن على إيمانه والكافر على كفره».
[وقال أبو العالية عادوا إلى علمه (١) فيهم. قال سعيد بن جبير : كما كتب عليكم تكونون].
قال محمد بن كعب : من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إليها وإن عمل [بأعمال](٢) أهل السعادة ، كما أن إبليس كان يعمل بأعمال أهل السعادة ثم صار إلى الشقاوة ، ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إليها وإن عمل بعمل أهل الشقاوة ، كما أن السحرة كانت تعمل بعمل أهل الشقاوة فصاروا إلى السعادة».
[٩١٩] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا أبو القاسم البغوي ثنا
__________________
[٩١٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أبو حذيفة هو موسى بن مسعود ، سفيان هو ابن سعيد ، الأعمش هو سليمان بن مهران ، أبو سفيان هو طلحة بن نافع.
وهو في «شرح السنة» ٤١٠٢ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٢٨٧٨ وأحمد (٣ / ٣٣١ و ٣٦٦) والطحاوي في «المشكل» ٢٥٥ والحاكم (٢ / ٤٥٢) وابن حبان ٧٣١٩ وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٩) من طرق سفيان الثوري به.
وأخرجه مسلم ٢٨٧٨ وأبو يعلى ١٩٠١ والحاكم (١ / ٣٤٠) من طريق جرير عن الأعمش به.
وأخرجه أبو يعلى ٢٢٦٩ والبغوي ٤١٠١ من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.
وأخرجه ابن حبان ٧٣١٣ من طريق إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر به.
[٩١٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، وأبو غسان هو محمد بن مطرّف. أبو حازم هو سلمة بن دينار.
وهو في «شرح السنة» ٧٩ بهذا الإسناد.
وهو في «الجعديات» ٣٠٣٩ عن أبي غسان به.
__________________
(١) تصحف في المطبوع وط «عمله».
(٢) سقط من المطبوع.