عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن سيف بن [أبي](١) سليمان قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يقول : حدّثني مولّى لنا أنه سمع جدي يقول :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ الله لا يعذب العامّة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامّة والخاصة».
وقال ابن زيد : أراد بالفتنة افتراق الكلمة ومخالفة بعضهم بعضا.
[٩٩٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرّف لها تستشرفه (٢) ، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به».
قوله : (لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ، يعني : العذاب ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧))
قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) ، يقول : اذكروا يا معاشر المهاجرين إذ أنتم قليل في العدد مستضعفون في أرض مكة في ابتداء الإسلام ، (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) ، يذهب بكم الناس ، يعني : كفار العرب. وقال عكرمة : كفار مكة. وقال وهب : فارس والروم ، (فَآواكُمْ) ، إلى المدينة ، (وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) ، أي : قوّاكم يوم بدر بالأنصار. [وقال الكلبي : قوّاكم يوم بدر بالملائكة](٤) ، (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) ، يعني : الغنائم التي أحلّها لكم ولم يحلّها لأحد قبلكم ، (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) ، قال السدي : كانوا يسمعون الشيء من رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
وله شاهد بمعناه من حديث جرير عند أبي داود ٤٣٣٩ وابن ماجه ٤٠٠٩ وأحمد (٤ / ٣٦٤ و ٣٦٦) والطبراني ٢٣٨٠ ٢٣٨٥ وابن حبان ٣٠٠ والبيهقي (١٠ / ٩١).
وانظر حديث أبي بكر المتقدم في سورة المائدة عند آية : ١٠٥.
الخلاصة : هو حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده ، والله أعلم.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من مصادر التخريج.
[٩٩٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أبو اليمان هو الحكم بن نافع ، شعيب بن أبي حمزة ، الزهري محمد بن مسلم.
وهو في «شرح السنة» ٤١٢٤ بهذا الإسناد.
وفي «صحيح البخاري» ٧٠٨٢ عن أبي اليمان به.
وأخرجه البخاري ٣٦٠١ ومسلم ٢٨٨٦ ح ١٠ وأحمد (٢ / ٢٨٢) وابن حبان ٥٩٥٩ من طرق عن الزهري به.
وأخرجه البخاري ٧٠٨١ ومسلم ٢٨٨٦ ح ١٢ والطيالسي ٢٣٤٤ والبيهقي (٨ / ١٩٠) من طريق إبراهيم بن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه.
(٢) أي من تطلع إليها وتعرض لها أشرف منها على الهلاك.
__________________
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيد في المطبوع وط.