التفسير : إنه جبريل عليهالسلام. وقال الحسن وقتادة : هو لسان رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وروى ابن جريج عن مجاهد قال : هو ملك يحفظه ويسدده. وقال الحسين بن الفضل : هو القرآن ونظمه وإعجازه. وقيل : هو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قال علي : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من القرآن ، فقال له رجل : وأنت أيّ شيء نزل فيك؟ قال : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). وقيل : شاهد منه : هو الإنجيل. (وَمِنْ قَبْلِهِ) ، أي : ومن قبل مجيء محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : من قبل نزول القرآن. (كِتابُ مُوسى) ، أي : كان كتاب موسى ، (إِماماً وَرَحْمَةً) ، لمن اتّبعها ، يعني التوراة وهي مصدقة للقرآن شاهدة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) ، يعني أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : أراد الذين أسلموا من أهل الكتاب ، (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) ، أي : بمحمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : بالقرآن ، (مِنَ الْأَحْزابِ) ، من الكفار من أهل الملل كلها ، (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ).
[١١٦٠] أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر الزيادي أنا محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه ثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلّا كان من أصحاب النار».
قوله تعالى : (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) ، أي : في شكّ منه ، (إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ).
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠))
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) ، فزعم أن له ولدا أو شريكا ، أي : لا أحد أظلم منه [أو كذب بآياته يعني القرآن](١) ، (أُولئِكَ) ، يعني : الكاذبين والمكذّبين ، (يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) ، فيسألهم عن أعمالهم ، (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ) ، يعني : الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم ، قاله مجاهد. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : إنهم الأنبياء والرسل عليهم الصّلاة والسّلام ، وهو قول الضحاك. وقال قتادة : الخلائق كلهم.
[١١٦١] وروينا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله يدني المؤمن [يوم
__________________
[١١٦٠] ـ إسناده على شرط مسلم.
عبد الرزاق ابن همام ، معمر هو ابن راشد.
وهو في «شرح السنة» ٥٥ بهذا الإسناد ، وفي «صحيفة همام» ٩١ عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم ١٥٣ وأحمد (٢ / ٣٥٠) وأبو عوانة (١ / ١٠٤) من حديث أبي هريرة.
[١١٦١] ـ تقدم في سورة البقرة : آية ٢٨٤.
__________________
(١) سقط من المطبوع وط.