محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن عمر عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي من أهل مصر عن عبد الله بن عمر أنه قال : أشهد أني لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : «لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها».
قوله عزوجل : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) الآية.
[٨٢٧] سبب نزول هذه الآية أنّ الصحابة رضوان الله عليهم قالوا لمّا نزل تحريم الخمر : يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ويأكلون من مال الميسر؟ فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) ، وشربوا من الخمر وأكلوا من مال الميسر ، (إِذا مَا اتَّقَوْا) ، الشرك ، (وَآمَنُوا) ، وصدّقوا ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا) ، الخمر والميسر بعد تحريمهما ، (وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا) ، ما حرّم الله عليهم أكله وشربه ، (وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، قيل : معنى الأول إذا ما اتّقوا الشرك ، وآمنوا وصدقوا ثمّ اتّقوا ، أي : داوموا على ذلك التقوى ، وآمنوا وازدادوا إيمانا ، ثم اتقوا المعاصي كلها وأحسنوا ، وقيل : أي : اتقوا بالإحسان ، وكلّ محسن متّق ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) الآية ، نزلت عام الحديبية وكانوا محرمين ابتلاهم الله بالصيد ، وكانت الوحوش تغشى رحالهم من كثرتها فهمّوا بأخذها فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ) ليختبرنّكم الله ، وفائدة البلوى إظهار المطيع من المعاصي ، وإلا فلا حاجة له إلى البلوى بشيء من الصيد ، وإنما بعض ، فقال (بِشَيْءٍ) لأنه ابتلاهم بصيد البرّ خاصة. (تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ) ، يعني : الفرخ والبيض وما لا يقدر أن يفرّ من صغار الصيد ، (وَرِماحُكُمْ) ، يعني : الكبار من الصيد ، (لِيَعْلَمَ اللهُ) ، ليرى الله ، لأنه قد علمه ، (مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ) ، أي : يخاف الله ولم يره ؛ كقوله تعالى : (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) [الأنبياء : ٩٤] ، أي : يخافه فلا يصطاد في حال الإحرام ، (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ) ، أي : صاد بعد تحريمه ، (فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) ، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يوجع ظهره وبطنه جلدا ، ويسلب ثيابه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (٩٥))
__________________
وبقية رجاله ثقات ا ه. وقد وقع عند الطبراني «عبد الله» بدل «عبيد الله».
وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٨٣٨٧ وفي «الأوسط» ٤١٠٢ من وجه آخر من حديث عثمان بن أبي العاص. قال الهيثمي ٦٤٠٩ : وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز ، وهو ضعيف ا ه.
[٨٢٧] ـ أخرجه الطبري ١٢٥٣٧ من حديث ابن عباس.
وأخرجه أحمد (٢ / ٣٥١) من حديث أبي هريرة بأتم منه ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٨٠٧٥ : أبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ، ولم يوثقه ، وأبو نجيح ضعيف لسوء حفظه ، ووثقه غير واحد ا ه.
وضعف إسناده ابن حجر في «تخريج الكشاف» (١ / ٦٧٦).
وفي الصحيح عند البخاري ٢٤٦٤ ومسلم ١٩٨٠ عن أنس قال : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر .... فذكر الحديث ، وفيه : «.... فقالوا : قتل فلان ، وقتل فلان ، وهي في بطونهم ، فأنزل الله عزوجل (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ .....)».