جريمة أهله ، أي : كاسبهم ، وقيل : لا يدعونكم ، (شَنَآنُ قَوْمٍ) ، أي : بغضهم وعداوتهم ، وهو مصدر شئت ، قرأ ابن عامر وأبو بكر شنآن قوم بسكون النون الأولى ، وقرأ الآخرون بفتحها ، وهما لغتان ، والفتح أجود ، لأنّ المصادر أكثرها [على](١) فعلان ، بفتح العين مثل الضربان والسيلان والنسلان ونحوها ، (أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الألف على الاستئناف ، وقرأ الآخرون بفتح الألف ، أي : لأن صدوكم ، ومعنى الآية : لا يحملنّكم عداوة قوم على الاعتداء لأنهم صدّوكم. قال محمد بن جرير : لأن هذه السورة نزلت بعد قصة الحديبية ، كان الصّدّ قد تقدم ، (أَنْ تَعْتَدُوا) عليهم بالقتل وأخذ الأموال ، (وَتَعاوَنُوا) ، أي : ليعن بعضكم بعضا ، (عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) ، قيل : البرّ متابعة الأمر ، والتقوى مجانبة النهي ، وقيل : البرّ : الإسلام ، والتقوى : السنّة ، (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) ، قيل : الإثم : الكفر ، والعدوان : الظلم ، وقيل : الإثم : المعصية ، والعدوان : البدعة.
[٧٤٢] أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي أنا الحسن [بن](١) علي بن عفان أنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير (٢) بن مالك الحضرمي عن أبيه عن النواس بن سمعان الأنصاري قال :
سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن البرّ والإثم ، قال : «البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه النّاس». (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣))
__________________
[٧٤٢] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في «شرح السنة» ٣٣٨٨ بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي (١٠ / ١٩٢) من طريق الحسن بن علي بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي ٢٣٨٩ وأحمد (٤ / ١٨٢) وابن حبان ٣٩٧ من طريق زيد بن الحباب به.
وأخرجه مسلم ٢٥٥٣ ح ١٤ و ١٥ والترمذي ٢٣٨٩ والبخاري في «الأدب المفرد» ٢٩٥ و ٣٠٢ وأحمد (٤ / ١٨٢) من طرق عن معاوية بن صالح بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٤ / ١٨٢) والدارمي (٢ / ٣٢٢) من طريق عبد القدوس الخولاني عن صفوان بن عمرو ، عن يحيى بن جابر القاضي عن النواس به.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني بلفظ «البر ما سكنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ويطمئن إليه القلب» أخرجه أحمد (٤ / ١٩٤) والطبراني (٢٢ / ٢١٩) وأبو نعيم في «الحلية» (٢ / ٣٠).
وفي الباب عن وابصة بن معبد عند أحمد (٤ / ٢٢٧ و ٢٢٨) والطبراني (٢٢ / ١٤٧ ، ١٤٩).
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومصادر التخريج.
(٢) وقع في الأصل «نغير» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.