أنفسكم لا يضركم من ضلّ من أهل الكتاب فخذوا منهم الجزية واتركوهم ، وعن ابن مسعود (١) قال في هذه الآية : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ما قبل منكم فإن ردّ عليكم فعليكم أنفسكم ، ثم قال : إنّ القرآن نزل منه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن (٢) ، ومنه آي وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومنه آي وقع تأويلهن بعد رسول الله [صلىاللهعليهوسلم بيسير](٣) ، ومنه آي يقع تأويلهنّ في آخر الزمان ، ومنه آي يقع تأويلهن يوم القيامة ما ذكر من الحساب والجنّة والنار ، فما دامت قلوبكم وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ، لم يذق بعضكم بأس بعض ، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا ، وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه ، فعند ذلك جاء تأويل هذه الآية.
[٨٤٩] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي [أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل] (٢) أنا أبو جعفر أحمد بن محمد العنزي (٤) أخبرنا أبو عيسى بن نصر أنا عبد الله بن المبارك أنا عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي أنا أبو أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت : يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال : أيّة آية؟ قلت : قول الله عزوجل : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ، فقال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، ورأيت أمرا لا بدّ لك [منه](٥) فعليك نفسك ودع أمر العوام ، فإنّ وراءكم أيام الصبر ، فمن صبر فيهنّ قبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله (٦)» ، قال ابن المبارك : وزادني غيره : قالوا : يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال : «أجر خمسين منكم».
وقيل : نزلت في أهل الأهواء ، قال أبو جعفر الرازي : دخل على صفوان بن محرز شاب من أهل الأهواء فذكر شيئا من أمره ، فقال صفوان : ألا أدلك على خاصة الله التي خصّ بها أولياءه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
__________________
[٨٤٩] ـ إسناده غير قوي. عتبة صدوق يخطئ كثيرا ، وشيخه عمرو بن جارية مقبول ، وشيخه أبو أمية هو يحمد ، وقيل : عبد الله ، مقبول.
وهو «شرح السنة» ٤٠٥١.
وأخرجه أبو داود ٤٣٤١ والترمذي ٣٠٥٨ وابن حبان ٣٨٥ وأبو نعيم في «الحلية» (٢ / ٣٠) والبيهقي (١٠ / ٩٢) من طرق عن عبد الله بن المبارك به.
وأخرجه ابن ماجه ٤٠١٤ والطحاوي في «المشكل» ١١٧١ من طريق صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم به.
وأخرجه الطحاوي في «المشكل» ١١٧٣ من طريق محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي حكيم ، قال : حدثنا عمرو بن جارية ، عن أبي أميّة به.
وأخرجه الطحاوي ١١٧٢ والبيهقي في «الشعب» ٧٥٥٣ من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن صدقة بن يزيد الخراساني عن عتبة به.
ويشهد لبعضه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود ٤٣٤٢ و ٤٣٤٣ وابن ماجه ٣٩٥٧ وابن أبي شيبة (١٥ / ٩ ، ١٠) وأحمد (٢ / ٢١٢ و ٢٢١) والحاكم (٤ / ٢٨٢ ، ٢٨٣).
وانظر الحديث المتقدم. وفي الباب أحاديث ، وانظر «أحكام القرآن» ٨١٤.
تنبيه : لفظ : «منكم» ضعيف ذكره ابن المبارك عن مجهول لم يسم.
__________________
(١) تصحف في المطبوع «عباس».
(٢) في المطبوع «ينزل».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) في المطبوع «العنبري».
(٥) سقط من المطبوع.
(٦) في المطبوع «مثله» بدل «مثل عمله».