«وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»(١).
واذا كان القرآن قد أباح للانسان أن يأخذ حقه في معاقبة من اعتدى عليه ، فانه يضيف الى ذلك ان المقابلة بالحسنى خير وأفضل ، فيقول في سورة النحل :
«وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ، وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ، إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ»(٢).
ويقول في سورة الشورى :
«وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ، وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»(٣).
ومع ادراكنا هذا ينبغي أن ندرك أن الدفع بالتي هي أحسن لا يليق عند الاعتداء على العقيدة ، أو مع الخارجين على أمر الله بغيا وعدوانا ، أو
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآية ٤٦.
(٢) سورة النحل ، الآيات ١٢٦ ـ ١٢٨.
(٣) سورة الشورى ، الآيات ٤٠ ـ ٤٣.