هذا ولقد علق «تفسير المنار» على الآية بهذه الكلمات : «فليت شعري ، هل يعتبر المسلمون بهذا وهم المشهود عليهم ، كما اعتبر الشهيد الاعظم ، فيبكون لتذكر ذلك اليوم كما بكى؟ ويستعدون ـ باتباع سنته ، واجتناب جميع البدع والتقاليد الدينية التي لم تكن في عهده ـ لأن يكونوا كأصحابه أمة وسطا ، لا تفريط عندها في الدين ولا افراط ، لا في أمور الجسد ، ولا في أمور الروح ، أم يظلون سادرين في غلوائهم ، مقلدين لآبائهم؟ ألا يعلمون كيف يكون حال الكافرين والعاصين في ذلك اليوم»؟.
* * *
والشهادة قد تكون بمعنى تقرير الحق وذكره ، حتى لا تضيع لحقوق ، والقيام بهذه الشهادة أمر واجب ، والقائم بها صاحب خلق وفضيلة ، كما أن مهملها أو منكرها صاحب اثم ورذيلة ، وقد وردت في القرآن الحكيم آيات كثيرة تحض على أداء الشهادة ، وتذم تضييعها أو انكارها ، ومنها هذه الآيات :
١ ـ في سورة البقرة :
«وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ»(١).
٢ ـ وفيها أيضا :
«وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ ، وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ»(٢).
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١٤٠.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٨٣.