نحو خمس عشرة مرة ، ودلنا التنزيل الحميد على أن التعوذ أمر مطلوب في كثير من المواقف والاحوال ، وكأن كتاب الله قد أراد أن يرفع من شأن هذه الفضيلة حين لفت أبصارنا وبصائرنا الى أن التعوذ من صفات الانبياء والرسل كما فصل الرازي فجاء في سورة هود عن نوح :
«قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ»(١).
أي أحتمي بجنابك ، وأعتصم بتوفيقك من أن أسألك ما ليس لي به علم صحيح بأنه جائز ولائق.
وعند ما تعوذ نوح بربه كما سبق أعطاه الله منحتين ، هما السلام والبركات ، فذلك في قوله تعالى :
«قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ»(٢).
وهذا موسى يستعيذ بالله. فيقول القرآن في سورة البقرة :
«قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ»(٣).
أي ألتجىء الى الله ليعصمني بتأديبه لي من الاستهزاء بالناس. وعند ما تعوذ موسى كما رأينا منّ الله عليه بمنتين هما ازالة التهمة واحياء القتيل كما في قصة البقرة :
«فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى
__________________
(١) سورة هود ، الآية ٤٧.
(٢) سورة هود ، الآية ٤٨.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٦٧.