وسلم قال لأبي ذر : «يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الانس والجن».
فقال أبو ذر : أو للانس شياطين؟. قال النبي : نعم.
ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي على لسان الجن :
وكم متعوذ بالله منا |
|
تعوذ الأرض منه والسماء |
* * *
ومما يدل على ثمرة التعوذ وفائدته ما رواه مسلم : استب رجلان عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، فغضب أحدهما ، واحمر وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي : «اني لأعلم كلمة لو قالها لذهب هذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
ويقول الامام ابن كثير : «ومن لطائف الاستعاذة انها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث ، وتطييب له ، وهو لتلاوة كلام الله ، وهي استعانة بالله ، واعتراف له بالقدرة ، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني ، الذي لا يقدر على منعه ودفعه الا الله الذي خلقه ، ولا يقبل مصانعة ، ولا يدارى بالاحسان ، بخلاف العدو من نوع الانسان».
ويأتي الصوفية ليتكلموا عن فضيلة التعوذ بطريقتهم واسلوبهم ، فعند قوله تعالى : «وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» يقول القشيري في «لطائف الاشارات» هذه العبارة :
«ان سنح في باطنك من الوساوس أثر ، فاستعذ بالله يدركك بحسن التوفيق ، وان هجس في صدرك من الحظوظ خاطر فاستعذ بالله يدركك بازالة كل نصيب ، وان لحظتك في بذل الجهد فترة فاستعذ بالله يدركك بادامة آلائه ، وان اعترتك في الترقي الى محل الوصول وقفة فاستعذ بالله يدركك بادامة التحقيق».