عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ ، وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ...»(١)
أي يأمرهم ـ كما يعبّر أهل التفسير ـ بالحق ومكارم الاخلاق وصلة الارحام ، وينهاهم عن المنكر وعبادة الاوثان والرذائل وقطع الارحام. واذا كان النهي عن المنكر صفة من صفات النبوة والرسالة ، فما أجدر الاتباع بأن يتخذوا من رسولهم أسوة وقدوة ، فينهجوا نهجه ، ويتبعوا سنته ، وهو القائل : «عليكم بسنتي».
والقرآن المجيد يحدثنا كذلك بأن النهي عن المنكر فضيلة من فضائل المؤمنين ، فيقول في سورة التوبة :
«وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ»(٢).
أي يوالي بعضهم بعضا ، فهم اخوة ، وهم أمة واحدة ، يأمرون بالايمان ، وينهون عن الكفران ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : «المسلمون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم».
ويؤكد القرآن وصف المؤمنين بفضيلة النهي عن المنكر ، فيعود ليقول عنهم في سورة التوبة أيضا :
«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية ١٥٧.
(٢) سورة التوبة ، الآية ٧١.