وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»(١).
فهم يأمرون بالمعروف وهو الطاعة ، وهم ينهون عن المنكر وهو المعصية.
وحينما أراد لقمان أن يوصي ابنه تلك الوصية الجليلة التي سجلها القرآن وخلدها ، لم ينس لقمان أن ينصح ابنه بأن يتحلى بفضيلة النهي عن المنكر ، فقال له فيما قال في سورة لقمان :
«يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ ، إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»(٢).
أي أقم الصلاة بحدودها وفروضها وأوقاتها ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر بحسب طاقتك وجهدك ، واصبر على ما أصابك. وانما دعا القرآن هنا الى الصبر على المصيبة ، لأن الآمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، لا بد أن يناله من الناس أذى ، وقوله : «إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» فيه اشارة الى أن الصبر على أذى الناس في هذا المجال من الامور التي تحتاج الى عزيمة وثبات.
* * *
واذا كان كتاب الله عزوجل قد مجّد فضيلة النهي عن المنكر هذا لتمجيد ، فانه دعا بالويل والثبور على الذين يدعون الى الباطل أو يأمرون بالمنكر. وجعل القرآن ذلك من صفات الشيطان ونزغاته ، فقال في سورة النور :
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ١١٢.
(٢) سورة لقمان ، الآية ١٧.