«كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ، فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ».
أي بأيدي ملائكة سفراء ، أعزاء على الله ، أو منعطفين على المؤمنين ، يكلمونهم ويستغفرون لهم. وقال في سورة الانفطار :
«وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ».
أي كراما عند الله لتعظيم الجزاء.
ومتى امتلأ سمع المسلم وقلبه بأن الله تبارك وتعالى موصوف بأنه لكريم ، وأن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم موصوفون بأنهم كرام ، وأن الملائكة كرام ، وأن القرآن كريم ، أدرك المسلم أن الكرامة من صفات لخير والعلو ، فاستشعر في نفسه روح هذه الكرامة ، وحافظ عليها.
ويقول القرآن الكريم عن عباد الرحمن في سورة الفرقان :
«وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً».
أي ان عباد الرحمن الذين لا يقولون الشهادة الباطلة ، ولا ينطقون بكلمة الزور ، لأن هذا قادح في كرامتهم ، ولا يحضرون مواطن الكذب والافتراء ، لأن مشاهدة الباطل نوع من المشاركة فيه ، واذا مر هؤلاء المؤمنون بشيء من اللغو الذي ينبغي ان ينبذ ويطرح ، مروا كراما معرضين عنه ، مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه ، ويدخل في ذلك الاغضاء عن الفواحش ، والصفح عن الذنوب ، والكناية عما