من مكث خفة الشهوة».
وأوصى اعرابي أولاده فقال لهم : «اياكم والعجلة فان أبي كان يكنّيها أم الندم». ومن أمثال العرب قولهم : «رب عجلة تهب ريثا». وقولهم : «وقد يكون مع المستعجل الزلل». وقولهم : «أخطأ مستعجل أو كاد ، وأصاب متثبت أو كاد». وقولهم : «من ورد عجلا صدر خجلا». وقال ذو الرياستين : «ان أسرع النار التهابا أسرعها خمودا ، فتأن في أمرك».
ويقول الشاعر ابن هانىء المغربي :
وكل أناة في المواطن سؤدد |
|
ولا كأناة من قدير محكّم |
ومن يتبين أن للصفح موضعا |
|
من السيف يصفح عن كثير ويحلم |
وما الرأي الا بعد طول تثبت |
|
ولا الحزم الا بعد طول تلوم (١) |
وقال الشاعر يمدح عاقلا حكيما :
بصير بأعقاب الامور كأنما |
|
تخاطبه في كل أمر عواقبه |
ما أجدر المؤمن المهتدي بهدي القرآن أن يجعل أمام بصره وبصيرته قول ربه : «فتبينوا» حتى يحذر الاعتساف ، ويألف الانصاف ، وعلى الله قصد السبيل.
__________________
(١) التلوم : الانتظار والتأني في الامر.