فلما كان الغد جاء الأعرابي فقال النبي : ان هذا الاعرابي قال ما قال فزدناه ، فزعم انه رضي. والتفت النبي الى الاعرابي قائلا : أكذلك؟.
أجاب : نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.
وهنا قال النبي لأصحابه : «مثلي ومثل هذا كمثل رجل له ناقة شردت عليه ، فاتبعها الناس (جروا وراءها) فلم يزيدوها الا نفورا ، فناداهم صاحبها فقال لهم : خلّوا بيني وبين ناقتي ، فاني أرفق بها منكم وأعلم. فتوجه لها بين يديها ، فأخذ من قمام الأرض ، فردها حتى جاءت واستناخت ، وشد عليها رحلها ، واستوى عليها ، واني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال ، فقتلتموه ، دخل النار».
وفي «غرر الخصائص الواضحة» للوطواط جاءت هذه العبارة : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يجيب دعوة الحر والعبد ، والأمة والمسكين ، ويقول : لو دعيت الى كراع لأجبت. وكان يخصف النعل. ويحلب الشاة ، ويركب الحمار ، ويرقع الثوب ، ويطحن مع الخادم اذا أعيت ، ويأكل معها ، ويحمل بضاعته من السوق ، ويسلّم مبتدئا ، ويصافح الغني والفقير ، ويخالط أصحابه ويحادثهم ويمازحهم ، ويلاعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ، وما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته الا قال : لبيك.
وقال : لا تفضلوني على يونس بن متى ، ولا ترفعوني فوق قدري فتقولوا فيّ ما قالت النصارى في المسيح. ان الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا».
وللرسول صلوات الله وسلامه عليه أحاديث تدعو الى اللين والرفق وخفض الجناح ، منها قوله :