خشية الله تعالى ، فيقول في سورة البقرة :
«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ، وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ ، وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ ، وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ»(١).
ويعود القرآن الى قريب من مثل هذا في سورة الحشر فيقول :
«لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»(٢).
والقرآن الحكيم يفيض في الحديث عن العاقبة الطيبة الكريمة لمن يتحلى بفضيلة الخشية ، فيقول :
«إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ»(٣).
وقد جاء في «لطائف الاشارات» عن تفسير الآية هذه العبارة : «أي انما ينتفع بانذارك من اتبع الذكر ، فان انذارك ـ وان كان عاما في الكل وللكل ـ فان الذين كفروا على غيهم يصرون ، ألا ساء ما
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٧٤.
(٢) سورة الحشر ، الآية ٢١.
(٣) سورة يس ، الآية ١١.