من الناس ، وذلك بدليل ما جاء في آخر الآيات الماضية : «وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ، ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى».
* * *
وأقبلت السنة النبوية المطهرة تؤكد هذا وتؤيده ، وتخبرنا بأن الخشية الصادقة هي وسيلة النجاة والحافظة من العذاب ، فيقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع» ، وعود اللبن في الضرع مستحيل ، فكذلك دخول النار لمن بكى من خشية الله مستحيل ، والله جل جلاله يقول في سورة النازعات :
«وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى»(١).
والقرآن يحدثنا بأن افراد الله تعالى بالخشية منه والخوف من عقابه هو الطريق الى صدق الجهاد والفوز بنعمة النصر والعزة ، ولذلك يقول في سورة آل عمران :
«الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ، الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ، فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا
__________________
(١) سورة النازعات ، الآيتان ٤٠ و ٤١.