ومنع المعاشرة الزوجية اذا لم تكن الزوجة طاهرة لوجود الحيض أو النفاس عندها ، بل منع الاسلام المسلم ان ينال شرف القيام بعبادته لربه اذا لم يكن طاهرا ، فالرجل لا يستطيع الصلاة اذا كان جنبا أو محدثا ، بل لا بد له من الاغتسال او الوضوء ، والمرأة التي لم تنته من الحيض أو النفاس لا تستطيع أن تصلي ولا أن تصوم ولا تطوف بالبيت الحرام ولا تمس المصحف ولا تقرأ القرآن ... الخ.
ولا ريب عند عاقل أو منصف في أن الاسلام هو دين الطهارة والتطهر في كل مجال يلائمه التطهر.
* * *
وبجوار التطهر الحسي عني القرآن المجيد بالتطهر النفسي أو القلبي أو الاخلاقي ، فقال القرآن الكريم في سورة البقرة :
«وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»(١).
ومعنى الآية في ايجاز : اذا طلقتم النساء فأتممن العدة فلا تمنعوهن أن يراجعن أزواجهن الاولين اذا تراضوا بينهم ذلكم أطهر لكم والله يعلم ما لا تعلمون. أي ذلك خير لكم وأفضل ، وأطهر لقلوبكم من الريبة ، فقد يكون في قلب هذه المرأة المطلقة حب لرجل آخر تريد أن تتزوجه ، فاذا عضلها مطلقها وأعادها الى عصمته بغير اختيارها فقد تتطلع الى غيره فلا يبقى قلبها طاهرا.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٣٢.