أطاع الله وان بعدت لحمته ، وان عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته».
ويقول الله تعالى في سورة آل عمران :
«إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» (١).
أي جاعل الذين آمنوا بك فوق الذين كذبوا عليك وكذبوك ، والفوقية هنا يراد بها في الظاهر الفوقية الروحانية الدينية ، وهي كونهم أحسن أخلاقا وأكمل آدابا ، وأقرب الى الحق والفضل وأبعد عن الباطل والاعتداء.
وقد قرر القرآن في سورة الاعراف أن الاتباع الصادق للرسول هو طريق الفلاح وسبب النجاح فيقول :
«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٥٥.