التعاون
تذكر اللغة أن التعاون هو تبادل المعونة. يقال : تعاونوا واعتونوا. ومادة «العون» تدل في أصلها اللغوي على القوة والفائدة. والعون هو الظهير على الامر المقوّى عليه ، والاستعانة طلب المعونة. والعون المعاونة والمظاهرة ، يقال : فلان عوني أي معيني.
والتعاون خلق من أخلاق القرآن الكريم ، وفضيلة من فضائل الاسلام العظيم ، وجانب من هدي الرسول عليه الصلاة والتسليم.
واذا نظرنا الى طبيعة الانسان وطريقته في الحياة رأينا أنه مدني بطبعه ، أي أنه اجتماعي بفطرته ، ويصعب عليه أن يعيش منفردا عن غيره من بني جنسه ، ولا يستطيع أن يقوم منفردا بكل مطالب الحياة ، ولعل هذا هو الذي جعل الانسان يحاول منذ فجر التاريخ البشري أن يلجأ الى منظمات متوالية لتحقيق هذا التعاون ، فبدأ بالاسرة ، وانتقل الى القبيلة ثم الدولة ثم منظمات أخرى.
وقد ينظر كثير من الناس الى التعاون على أنه نظام اقتصادي مادي فقط ، ولكن الاسلام ينظر اليه على أنه أصل من أصول الدين ، ومبدأ من مبادئه ، وأنه نظام يساعد على الخير ، وأنه خلق يثاب عليه أهلوه ، وأنه