التأويب
تقول اللغة : آب الرجل يؤوب ايابا ، والمآب المصدر ، والأوب ، الاستقامة والقصد ، وجاؤوا من كل أوب ، أي من كل طريق وناحية ، ويقال : أنا على أوب فلان أي طريقته ، والأوبة والتأويب : الرجوع ، ويقال : آب الرجل اذا رجع ، وأوّب تأويبا ـ بتشديد الواو المفتوحة : رجّع ، فهو أوّاب ، والأوّاب : صفة مدح للرجّاع عن كل ما يكرهه الله الى ما يحبه ، وقيل الأواب كالتوّاب : الراجع الى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات ، ومنه قيل للتوبة : أوبة.
والتأويب في مجالنا هذا خلق من أخلاق القرآن الكريم ، وفضيلة من فضائل الاسلام العظيم ، وجانب من هدي الرسول عليه الصلاة والتسليم.
وقد ذكر القرآن الكريم فضيلة التأويب في أكثر من موطن ، وتوّج هذه المواطن باخبارنا أن التأويب من أخلاق الانبياء والمرسلين ، ويا لها من مكانة. هاهوذا القرآن يقول في سورة «ص» هذه الآية :
«وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ» (١).
__________________
(١) سورة ص ، الآية ١٧.