الهجرة
قد يبدو غريبا عند بعض الناس أن نعدّ «الهجرة» من «أخلاق القرآن» ، لأن ما يتبادر الى أذهانهم عند سماع كلمة «الهجرة» هو ذلك الحادث التاريخي الاسلامي الذي تمثل في انتقال المسلمين من مكة الى المدينة في حياة الرسول عليه الصلاة والسّلام ، وقد تلحظ أذهانهم من كلمة «الهجرة» معنى الانتقال الحسي من مكان الى مكان ، مع ان هناك معنى أخلاقيا روحيا لكلمة «الهجرة» هو الذي يعطيها الحق في أن نسلكها ضمن أخلاق القرآن كما سيتضح لنا ذلك باذن الله من خلال البحث.
الهجرة معناها في اللغة الانتقال من موضع الى موضع ، وقصد ترك الاول ايثارا للثاني ، والهجران مفارقة الانسان غيره اما بالبدن أو باللسان أو بالقلب ، والمفارقة بالقلب تدخل نطاق الهجرة بالمعنى الاخلاقي كما سنرى بعد قليل. والمهاجرة في الاصل مصارمة الغير وتركه. والظاهر من الهجرة في عرف الاسلام هو الخروج من دار الكفر الى دار الايمان ، وقيل : ان مقتضى ذلك هجران الشهوات والرذائل والاخلاق الذميمة والخطايا وتركها ورفضها ، وهذا هو المعنى الاخلاقي للهجرة.
والهجرة أنواع :