لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) [سبأ : ٣] ، وفي التغابن : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) [التغابن : ٧] ـ انتهى ـ.
وقد استمد ابن كثير هذا مما ذكره شيخه الإمام ابن القيم في (زاد المعاد) قال : وحلف صلىاللهعليهوسلم في أكثر من ثمانين موضعا ، وأمره الله سبحانه بالحلف في ثلاثة مواضع ، ثم ذكر هذه الآيات ، ثم قال : وكان إسماعيل بن إسحاق القاضي يذاكر أبا بكر بن داود الظاهريّ ولا يسميه بالفقيه ـ فتحاكم إليه يوما هو وخصم له فتوجهت اليمين على أبي بكر بن داود ، فتهيأ للحلف فقال له القاضي إسماعيل : وتحلف ومثلك يحلف يا أبا بكر؟ فقال : وما يمنعني عن الحلف ، وقد أمر الله تعالى نبيه بالحلف في ثلاثة مواضع من كتابه؟ قال : أين ذلك؟ فسردها أبو بكر ، فاستحسن ذلك منه جدا ، ودعاه بالفقيه من ذلك اليوم. انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٥٤)
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) أي بالشرك بالله ، أو التعدي على الغير ، أو مطلقا (ما فِي الْأَرْضِ) أي من الأموال (لَافْتَدَتْ بِهِ) أي لجعلته فدية لها من العذاب (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) أي أخفوها أسفا على ما فعلوا من الظلم. وضمير (أَسَرُّوا) للنفوس ، المدلول عليها ب (كل نفس). والعدول إلى صيغة الجمع ، لتهويل الخطب ، بكون الخطب بطريق الاجتماع (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) أي عاينوه (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي فيما فعل بهم من العذاب ، لأنه جزاء ظلمهم ، وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٥٦)
(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ، هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) إعلام بأن له الملك كله ، وأنه المثيب المعاقب ، وما