فضاق صدره ، فقال له ولده الحسين عليهالسلام أمضي إليه يا أبتاه؟ فقال : امض يا ولدي ، فمضى مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء ، وبنى خيمته وحط فوارسه ، وأتى إلى أبيه وأخبره. فبكى علي عليهالسلام فقيل له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين عليهالسلام فقال : ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلا ، حتى ينفر فرسه ويحمحم ويقول : « الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها » (١)
بكاء الصديقة الزهراء عليهاالسلام على الحسين عليهالسلام
عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام أحدثه ، فدخل عليه ابنه فقال له : مرحبا ، وضمه وقبله ، وقال : حقر الله من حقركم وانتقم ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا ، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال : يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٣٣ ص ٢٦٦.