جبار ـ الذي هو من أصحاب القوافل المعروفين ـ برحلة تجارية وانضممت أنا إلى قافلته وتحركنا.
وفي احد البيوت التي نزلنا بها في تركية أثناء رحلتنا ، جاء الحاج جبار وقال : أن هذا المنزل الذي نحن فيه مشبوه ومخيف. ولذا استعجلوا في اللحاق بالركب إذ إننا كنا متأخرين عن القوافل الأخرى في كل منزل نزلنا به ، فتحركنا قبل الصبح بساعتين ونصف أو ثلاث ساعات. وحينما ابتعدنا عن المنزل بمقدار نصف فرسخ أو ثلاثة أرباع الفرسخ اظلمّ الجو وبدأت الثلوج بالتساقط ، حتى اضطر الركاب إلى تغطية رؤوسهم والإسراع في الحركة ، وكلما حاولت أن الحق بهم لم أتمكن ، حتى ابتعدوا عني وبقيت وحدي ، فنزلت من فرسي وجلست على جانب الطريق. كنت مرتبكا جدا لأنني أحمل معي مبلغا من المال قدره ٦٠٠ تومانا ، ولذا قررت أن أبقى في نفس المكان لحين طلوع الشمس ، على أن ارجع عند الصباح إلى المنزل السابق حتى أجد الدليل وألتحق بالقافلة.
وفجأة رأيت أمامي بستانا ، ورأيت فيه فلاحا يمسك مجرفة ويجرف بها الثلوج عن الأشجار ، وحينما رآني اقترب مني وقال : من أنت؟ فأجبته قائلاً : ذهب أصحابي وبقيت وحدي في هذه